سفيرنا في مقابلة مع مجلة "الدبلوماسية والأعمال": "مونديال قطر يمثّل مصدر إلهام لشعوب المنطقة، ومحركاً للتنمية البشرية والاقتصادية"

أكد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني، سفير دولة قطر لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، على أن "المعاني التي يحملها تنظيم هذا المونديال لا تقتصر على قطر وحدها وحسب، وإنما تمتد لتشمل جميع مواطني المنطقة. فمنذ لحظة فوزها عام 2010 بحق استضافة بطولة كأس العالم أعلنت دولة قطر أمام العالم أجمع عن عزمها تنظيم بطولةٍ استثنائية، حيث قبلت قطر التحدي المتمثل في الحصول على شرف استضافة هذه الفعالية من خلال ملفها الذي أظهر عزمها على تنظيم مونديال فريد وصديق للبيئة، وستنجح إن شاء الله من خلال روح التحدي في تقديم حدث عالمي سيترك أثره الإيجابي على كامل منطقة الشرق الأوسط، وسيحيي الآمال في نفوس الشباب وسكان هذه البقعة من العالم، وسيعزز لديهم الإيمان بقدراتهم على تنظيم بطولات عالمية على أعلى مستوى من التقدم والتطور مع التمسك بعاداتهم وتقاليدهم وقيمهم الغنية، وسيُظهِر كذلك قدرة الرياضة على مد جسور التواصل بين الشعوب على اختلاف ثقافتهم وانتماءاتهم الفكرية والعرقية، وسيبدد كذلك الصورة النمطية السلبية عن الشرق الأوسط".

وأضاف سعادته في المقابلة التي أجرتها معه مجلة "الدبلوماسية والأعمال" الألمانية، المعنية بالسياسة الخارجية والاقتصاد، أن "دولة قطر نفذت إصلاحات واسعة النطاق لتعزيز قوانين العمل وزيادة الحماية للعمال الأجانب، الأمر الذي جعل قطر تحتل موقعاً ريادياً في المنطقة".

وحول سؤال عن جوهر وموضوع انتخابات مجلس الشورى في أكتوبر 2021، قال سعادته بأن "هذه الانتخابات أتت استكمالاً لمسيرة تعزيز الديمقراطية وتقاليد الشورى التي بدأها حضرة صاحب السمو الأمير الوالد بإصدار الدستور القطري عام 2004، والتي أرسى دعائمها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله) لتطوير عملية التشريع بمشاركة سياسية وشعبية أوسع من المواطنين". ورأى سعادته بأن "أهمية هذه الخطوة التاريخية تكمن في أنها تمنح المرأة حق التصويت وترشيح نفسها للحصول على مقعد في مقاعد المجلس"، ووصف الإعلان عن هذه الانتخابات بأنه يمثّل "نقطة انطلاقٍ لمرحلة جديدة من مسيرة النهوض الوطني وبناء المؤسسات وسيضع حجر الأساس لمرحلة هامة في تاريخ دولة قطر من خلال ترسيخ المشاركة الشعبية والسياسية في عملية صنع القرار وتعزيز مشاركة المرأة القطرية التي أثبتت كفاءتها وقدرتها في مختلف المناصب التي تتولاها في الوزارات ومؤسسات الدولة وكذلك في القطاع الاقتصادي الخاص".

وأثنى سعادته على مستوى العلاقات القطرية الألمانية، واصفا إياها بأنها "وثيقة" في مختلف المجالات وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وأضاف بأن " إن استثماراتنا في ألمانيا استثمارات استراتيجية وطويلة المدى، ولا تقتصر على مجرد تحقيق الأرباح، وإنما نسعى من خلالها إلى خلق شراكات حقيقية". وتابع سعادته "في السنوات الأخيرة، أصبحنا أكثر استقلالية، واستثمرنا في أسواق جديدة من خلال شراكات اقتصادية. ومع هذه التجربة، ترغب قطر في مواصلة تعزيز موقعها من خلال العلاقات الاقتصادية مع ألمانيا، مع التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة في المرحلة الحالية".

وشدد سعادته على أهمية رفد العلاقات الوثيقة بين البلدين من خلال تعزيز التعاون في الميدان الثقافي والتعليمي لما لذلك من أهمية حيوية في "تعزيز التفاهم المتبادل وتحقيق التقارب بين الشعوب والأمم، وهو ما يسهم بشكل رئيسي في حل المشاكل والأزمات قبل اندلاعها من خلال الحوار. وقد أدركت دولة قطر في وقت مبكر أهمية التبادل الثقافي، حيث أطلقت مبادرات عالمية من خلال مجموعة متنوعة من المعارض والمهرجانات والمسابقات انطلاقاً من إيمانها بأهمية مد جسور التواصل حول العالم، وهو ما تجلّى في مبادرة السنة الثقافية التي يجري تنظيمها في كل عام بالشراكة بين قطر ودولة من دول العالم، حيث كانت ألمانيا شريكاً ثقافياً متميزاً لقطر عام 2017، إذ شهدت تلك السنة تنظيم العديد من الفعاليات الغنية بين البلدين، وتتوجت بافتتاح البيت الثقافي العربي/ الديوان في برلين، ليكون مركزاً لتعميق التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين".