تشهد الآثار السودانية اليوم ازدهاراً منقطع النظير بفضل الدعم القطري لمشاريع الحفاظ على هذه الكنوز البشرية في السودان. إذ قدّمت دولة قطر دعماً تجاوز سقف 135 مليون دولار لإعادة إحياء 40 مشروع وموقع أثري. ومن المتوقع أن يستمر هذا المشروع لمدة خمسة أعوام، كما سيشمل ترميم المتحف الوطني في الخرطوم.

حيث كانت مدينة مروي في العصور الغابرة عاصمة لملوك كوش، وشاهداً على مدنية عريقة كان لها أثرها وتأثيرها. إلا أن عوامل التعرية والشروط البيئية وخاصة منذ منتصف القرن العشرين تركت آثارها العميقة على هذه الكنوز البشرية، بما عرّض هذه الآثار للخطر وللتآكل. واتخذت دولة قطر زمام المبادرة لترميم هذه الشواهد على الحضارات القديمة على ضفاف النيل.

يتمثّل هدف البعثة القطرية لترميم آثار السودان في المحافظة بشكل خاص على أهرامات مروي، وذلك بالتعاون مع المختصين الدوليين وخاصة من المعهد الألماني للآثار. وشكّلت دولة قطر لهذا الغرض لجنة عليا مشتركة لوضع الخطط والبرامج بالتعاون الوثيق بين متاحف قطر والهيئات السودانية للآثار والمتاحف.

ومن المؤكد أن هذا المشروع الجبّار سيعزّز القطاع السياحي في السودان، ويغذي الخزينة السودانية العامة، بما ينعكس بشكل إيجابي جداً على حياة المواطنين.

...